الأحد، 23 يناير 2011

مشكلة الخدمات العامه في المخيم....


يعاني سكان مخيم جرش «غزة» من التردي والنقص كبير في الخدمات العامة وتدني مستوى النظافة والخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية في المخيم، فضلاً عن نقص فرص العمل، وإرتفاع نسبة البطالة فيها عن 39 % وفق دراسة أعدتها وكالة الغوث الدولية.

وأكد سكان في المخيم الذي يسكنه نحو 20 ألف نسمة أنَّ الخدمات العامة التي تقدم لهم متدنية جدا، وأنهم يعيشون في «معرشات أو براكيات»، ولا تفصل البيوت عن بعضها سوى جدران من الزنك أو الأقمشة التي تنتهك حرمات البيوت وتفقد أسرهم خصوصياتها.

ولا تزيد مساحة كل مسكن عن 100 متر مربع لأسر يبلغ تعداد سكانها غالباًَ 13 فرداً، ولا تتوفر فيها أبسط الشروط أو المرافق الصحية، فضلاً عن أنها لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء.

ويقول المواطن عواد عبد العال إنَّ «مخيم جرش من المخيمات المحرومة من أبسط حقوقها في الخدمات الأساسية كالماء أو الكهرباء»، مبيناً أنَّ مياه الشرب لم تصل منازلهم منذ 3 شهور، ويضطرون لشراء المياه من الصهاريج غير الصالحة للشرب بـ «مبالغ طائلة».

بدوره تحدث حسن الكوز عن البطالة التي يعانيها شباب المخيم، مبيناً أن هناك شباناً وشابات مؤهلين عبر مراكز متخصصة للعمل في مختلف المجالات، مستدركا أنه ليس لهم أي فرص وظيفية في الدوائر الرسمية والحكومية.

ويضيف أنَّ بعضهم يعملون في المحلات وعلى البسطات وفي الحقول والأراضي الزراعية، والبعض الآخر يكتفي بالجلوس بالبيت، أو التسكع في الشوارع.

ويعزو الكوز نسبة البطالة العالية إلى عدَّة أسباب أبرزها بعض القيود القانونية التي تجعل فرص العمل بالنسبة لأبناء مخيم غزة محدودة، حيث لا يسمح لهم العمل في القطاع العام أو مزاولة بعض المهن، مثل طب الأسنان أو المحاماة أو الهندسة الزراعية أو المحاسبة القانونية أو الصيدلة أو حتى العمل في القطاع السياحي.

ويُضيفُ إلى ذلك أنَّ موقعَ مخيم غزة في منطقة زراعية بعيدة عن المراكز التجارية بشكل عام سبب لارتفاع البطالة، مشيراً إلى أنَّ هناك صعوبة في إيجاد مشاريع تعاونية ناجحة. ويُحيلُ ذلك إلى أنَّ القانونَ لا يسمحُ لغير الأردنيين بالانضمام إلى جمعيات تعاونية بشكل أساسي، ولا يُسهِّلُ تسجيلَ أيِّ مشروع تجاري خارج المخيم.

مريم، وهي شابة تبلغ من العمر 22عاماً تقول إنه «لا يوجد مفر آخر من المنزل، فالفتاة تشعرُ بالمسؤولية أكثر من الشباب، فكل فتاة غير متعلمة ولا تعمل تبحث عن فرص عمل مهنية أو مشاريع أسرية بسيطة، كالعمل في قطاف الزيتون مثلاً». وتعمل مريم وأخواتها الأربع مع والدتها في «تقميع الباميا، وقطف أوراق الملوخية»، فيما الأم، وبحسب خبرتها تسوق المنتج لزبائن تتعامل معهم من سنين. وتضيف مريم أن قلة فرص العمل في محافظة جرش تجعل الغالبية تتجه نحو المشاريع المنزلية، فمن تمتلك مهارة الخياطة تعمل على خياطة الأثواب في منزلها والزبائن هم سكان الحي والبيوت المجاورة لهم، أما مَنْ تفتقدُ لأيِّ مهارة، فلا مجال أمامها سوى العمل في حفر الكوسا وفرط الملوخية وتنظيف العكوب.

بدوره أكد مصدر مسؤول في دائرة الشؤون الفلسطينية طلب عدم ذكر اسمه، أنَّ السبَبَ الأهم في مشكلة البطالة في مخيم جرش تحديداً أنَّ سكانه لا يحملون بطاقات شخصية، مبيناً أن ذلك من أهمِّ شروط العمل الوظيفي الحكومي والرسمي. وذهب إلى أنَّ ذلك يُعيقُ توظيفهم، رغم أنهم مؤهلون علمياً ومهنياً، وقادرون على العمل في مختلف المجالات.

وأوضح المصدر أنَّ معظم أبناء المخيم يتوجهون للبحث عن فرص عمل في القطاع الخاص، أو في المحال التجارية وفي أعمال حرفية بسيطة، في سبيل توفير مصادر أرزاقهم كون معظمهم أرباب أسر. من ناحيته يطالب عطية عيد أنْ تقوم الجهات المعنية بربط المخيم بشبكة صرف صحي أسوة بغيره من المخيمات الأخرى في المملكة، واصفا عملية التخلص من مياه الصرف الصحي عن طريق قنوات تصريف مكشوفة بين البيوت وفي منتصف الطرق العامة وتمتلئ هذه القنوات بالحشرات الغريبة والجراثيم والأوبئة.

وبيَّنَ عيد أنَّ تلك القنوات تمتلئ في فصل الشتاء وتفيض على البيوت والسكان وفي الصيف تكون بيئة نشطة لنمو البعوض والحشرات والجراثيم، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة.

إلى ذلك، لفت إسماعيل عياش إلى جملة تحديات صحية يعانيها أبناء المخيم للحصول على الخدمات الصحية، أبرزها أنَّ الغزيَّ لا يتمتع بالتأمين الصحي لتلقي العلاج في المراكز الصحية الحكومية أو المستشفيات.

ويضيف إلى ذلك أنَّ ـ أبناءَ المخيم ـ الغزيين لا يتلقون معونات من وزارة التنمية الاجتماعية أو صندوق المعونة الوطني، بعكس غيرهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين يستفيدون من خدمات وكالة الغوث والمعونات الحكومية، فضلاً عن انتفاعهم من مشروع مساكن الفقراء.

المصدر ذاته، يؤكد أنَّ المخيمَ يعاني فعلاً من تدني مستوى الخدمات العامة المقدمة للأهالي، خصوصاً الماء والمسكن والكهرباء والطرق والتعليم والصحة، إضافة إلى مشكلة الصرف الصحي. وأوضح المصدر أنَّ «تلك المشاكل موجودة منذ عشرات السنين في المخيم ولغاية الآن لم يتم حلها أو النظر فيها».

واستدرك أنَّ المخيمَ سيشمله هذا العام مشروع حزمة الأمان والذي تنفذه هذا العام عدة وزارة وجهات حكومية وخاصة وبتكلفة تزيد عن 7 مليون دينار، لافتاً إلى أن المشروع سيقام من خلاله ربط المخيم بشبكة صرف صحي، وتخليصهم من القنوات التي تمر بين بيوتهم وصيانة الطرق والأرصفة وتوفير الخدمات الأساسية للسكان من تعليم وصحة ومسكن.

الخميس، 20 يناير 2011

مستنقعات المياه العادمة...الصرف الصحي في المخيم...


يعاني قاطني مخيم غزة من مشكلة عدم وجود شبكة للصرف الصحي تلك المشكلة الجماعية لجميع مناطق غرب جرش كاملا بما فيها قرى ريمون , حدادة , المجدل , نحلة, وساكب وغيرها
رغم أن شبكة المياه وخدمة الكهرباء تم ادخالهما للمخيم في بداية الثمانينيات .
وتنعكس مشكلة الصرف الصحي سلبيا على الوضع الصحي والبيئي لأبناء المخيم إضافة لأثرها على المياه الجوفية (مياه عين الديك), الأمر الذي أصبح يقع معه المخيم فوق بركة من المستنقعات من المياه العادمة و الحفر الامتصاصية تحت المنازل .
ويوجد في هذا المجال وعود من قبل وزارة التخطيط - بحسب كايد عامر غيث - رئيس لجنة خدمات مخيم جرش - لتوصيل خدمة الصرف الصحي للمخيم و لكامل منطقة غرب جرش .متمنيا البدء بالمشروع ولو على مراحل.
بالنسبة لحجم البطالة في المخيم , يرى غيث أنها منخفضة داخل المخيم عكس ما هو متداول بين الأهالي , فالاعمال الحرة و الحرف اليدوية والشركات الخاصة وجيش التحرير و أعمال وكالة الغوث كلها مفتوحة أمامه دون الوظائف الحكومية ,وبحسبه فان نسبة البطالة لا تتعدى 15-20 % وان رفض البعض العمل أو إصابة رب الأسرة بأحد الأمراض المستعصية يزيد من نسبة البطالة .
وعند التجول داخل المخيم تجد أن أسلاك الكهرباء قريبة جدا وفي متناول نوافذ الطابق الثاني من مساكن المخيم , والتي قد أودت بحياة طفلين حاولا العبث فيها لقربها من نوافذ الطابق الثاني لمنازلهم داخل المخيم .
يشار في هذا الإطار إلى أن كلفة تغيير أسلاك كهرباء المخيم إلى كيبلات حديثة مجدولة تصل إلى 88 ألف دينار.
فيما تتوزع ميزانية لجنة تحسين المخيم السنوية البالغة 70 ألف لتعبيد الشوارع والبنى التحتية داخل المخيم وإنارة الشوارع وصيانة قنوات الصرف الصحي واعادة تاهيل اجزاء من المدارس وغيرها .
ومن مشاكل المخيم الأخرى انتهاء دوام عمل عامل النظافة الذي يجمع النفايات عند الساعة الثانية ظهرا, الأمر الذي تتراكم معه النفايات أمام المنازل بعد الساعة الثانية يوميا وأيام الجمع بما يشكل مكاره صحية داخل المخيم .

السبت، 25 يوليو 2009

نبذة عن مخيم غزة



مأساة اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان لا حدّ لها، فلا يكفى حرمان هؤلاء من أرضهم وديارهم التي اخرجوا منها وحلمهم بيوم العودة إليها؛ حتى تشتد عليهم وطأة الأوضاع الحياتية الصعبة التي يعيشونها فى مخيماتهم. هذا هو الانطباع الذي يخرج به الزائر لمخيم غزة الواقع في جرش بالأردن. فمخيم غزة هو شاهد حي على معاناة متراكمة مستقاة من واقع اللجوء ومتاعبه. فقد أقيم المخيم كمعسكر "طارئ" سنة 1968 لاستيعاب 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة نتيجة للعدوان الصهيوني على القطاع واحتلاله سنة 1967، وتقل مساحته عن الكيلومتر المربع الواحد. وهو يقع على مسافة خمسة كيلومترات من أطلال الرومان الشهيرة في جرش، حيث يعيش فيه حالياً نحو 40 ألف لاجئ. لا يستطيع الزائر للمخيم ان يتجوّل منفرداً إلاّ بوجود دليل معه فى ذلك المخيم الضيق، وذلك حتى لا يصادف مجاري المياه المكشوفة والأشبه بالقنوات، وحتى لا تداهمه أسلاك الكهرباء المعلّقة والتي تستمر في تسببها فى اشتعال حرائق بين بيوت الصفيح التي لا تخلو أحياناً من مادة الإسبست التي تسبب الموت البطيء والتي تقضي المعايير الدولية بالتخلص النهائي منها. ويقول عبد الرحمن مهاوش الحشاش، رئيس جمعية المركز الإسلامي بمخيم غزة، إنّ المخيم كان في الأصل مكوّناً من أربعة آلاف وحدة سكنية لدى إنشائه، وقد وصل عددها الآن إلى خمسة آلاف وحدة سكنية تضم أربعين ألف نسمة، يكتظون في هذه المساحة الضيقة. وعن الصعوبات التي يواجهها سكان المخيم؛ يوضح مهاوش أنّ سكان المخيم لا يحملون الجنسية الأردنية كباقي اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بل إنّ معظمهم لا يحملون أي إثبات للشخصية. وينطبق ذلك على جيل الأبناء والأحفاد، حيث كان اللاجئون في البداية يحملون وثائق مصرية من السفارة المصرية في بداية إنشاء المخيم كان يجري إصدارها من الحاكم العام المصري لقطاع غزة. وفي عام 1987 قامت السلطات الأردنية باستبدال تلك الوثائق بجوازات سفر تجدد لمدة عامين لفئة محدودة فقط, ويشرح مهاوش "لا نملك أي مستندات أو وثائق ومن ثم لا نستطيع السفر أو التعليم" في الخارج.ويضيف مهاوش أنّ سكان المخيم محرومون من الوظائف الحكومية "ولو بصفة فرّاش"، كما أنّ الالتحاق بالجامعات الحكومية محدد في إطار نسبة الخمسة في المائة المتاحة للعرب غير الأردنيين، في ما أنّ جميع سكان المخيم محرومون من التأمين الصحي، ويجرّ ذلك تبعات على صعيد حرمان الأطفال من التطعيمات اللازمة لهم في عديد الحالات. وبشأن الموارد الاقتصادي لسكان مخيم غزة بجرش، يشير مهاوش إلى ارتفاع نسبة البطالة جراء حرمان سكان المخيم من الالتحاق بالوظائف الحكومية، لأنّ التشريعات الأردنية تنصّ صراحة على عدم حق "أبناء غزة" في التقدّم لشغل الوظائف الرسمية والعامة، بالنظر لاشتراط أن يحمل المتقدم لتلك الوظائف "الرقم الوطني"، فضلاً عن حرمانهم من التوظّف فى المؤسسات الخاصة والتي يكون معدل الراتب فيها من ثلاثمائة دينار شهرياً فصاعداً إلاّ بـ "موافقة أمنية" تُجدّد كلّ سنة. وعن الخدمات الأساسية في المخيم، كالصرف الصحي وما يتعلّق بالبنية التحتية؛ يقول مهاوش إنها غير متاحة بالمطلق، لذلك تتفشى كثير من الأمراض بين لاجئي مخيم غزة، مثل الفشل الكلوى والسرطان وتليّف الرئتين. وبينما يمضي مهاوش في شرح مساهمات جمعية المركز الإسلامي وتطلعاتها الحالية والمستقبلية لتطوير خدماتها لسكان مخيم مكتظ؛ فإنّ صور البؤس والحرمان والافتقار إلى الحد الأدنى لمعيشة تجمع بشري كهذا لا تفارق المخيلات، وتبقى مصاحبة لمن يغادر المخيم الذي ينطوي على آلامه المكتومة ومتاعبه الصامتة.
صورة فضائية للمخيم....